اليوم يُفتتح المعرض الدولي ال19 للكتاب، وهو الصالون الذي يجب دعمه وتأييده بجماهير عليها أن تصبّ و"تكبّ" على معرض الكتب، لكن هل كلّ الظروف ملائمة ومهيّأة حتى يتزاحم الجزائريون على "بضاعة" الناشرين والمؤلفين، مثلما تزاحموا وقت الندرة في أسواق الفلاح؟ قد تكون المقاربة استفزازية ومؤلمة، لكن بعض المؤشرات والوقائع تجبرنا جميعا كقرّاء أو ككتّاب أو كناشرين، أن نضع الحروف على النقاط، ونضع اليد على الجرح، دون أن نخشى الألم!ألا يقتلنا ويقتلكم، عندما نرى بأن مكتبات رائدة ومعروفة وعمّرت طويلا واشتهرت خلال الزمن الجميل، تتحوّل في زمن البؤس إلى مطاعم وكافتيريات وبيوت لإبرام المواعيد بين العشّاق؟ألا يكاد الواحد من الذين يُدرك بأن "خير جليس في الأنام كتاب"، ألا يكاد يشنق نفسه بآخر شعرة في "شلاغم" آخر فحل؟ عندما يلمس بأن الكاتب مهما كان رمقه ووزنه لا ينفع في هذا الزمن الذي لا يعترف إلاّ بالماديات؟الحمد لله، أن المشاهد والصوّر الملتقطة من صالون الكتاب، كلّ سنة، تحفظ ماء الوجه، فهناك آلاف القرّاء من الجزائريين المولعين بالكتابة والمدمنين على القراءة، لا يُمكنهم تفويت الفرصة، بل يصبّون فرادى وجماعات، وآخرين بعائلاتهم لاقتناء ما تيسّر من كتب!علينا جميعا، أن نُحارب بكلّ الوسائل السلمية وأسلحة الإقناع، كلّ من حاول المساواة بين "بيع" الكتب وبيع البطاطا في أسواق الخضر والفواكه، وعلينا أن نصطف ضد كلّ من تجرّأ وجهر بعدوانيته للكتابة والقراءة!أن الكتاب يا جماعة الخير، هو رسالة، وهو إبداع، وهو لغة، وهو تواصل، وهو أيضا سلاح نهزم به المنكرات ونرفع به التحديات ونحقق به الرهانات، أفلم يحن الوقت لردّ الاعتبار لهذا الكتاب وهذا الكاتب؟المسؤولية في هذا الموضوع، هي الأخرى تشاركية، تتحمّلها الحكومة والمدرسة ودور النشر والمساجد والمجتمع ووسائل الإعلام والنخبة والمثقفين والعائلة، ويتحمّلها كذلك كتّاب "باعو الماتش"، أو استسلموا، أو رضخوا، أو توقفوا عن الكتابة و"قتلوا أنفسهم" بكسر أقلامهم ووأد أفكارهم لاعتبارات قد تكون مقنعة!نعم، الإحساس ب"الحڤرة" أحد أسباب الاستقالة، وعندما تصبح الكتابة "ماتوكلش الخبز"، فمن الطبيعي أن ينصرف جيش كبير من الكتاب عن الكتابة والتأليف، لكن في هذه اللحظة على هؤلاء أن يتذكروا سابقين من أمثال مولود فرعون وكاتب ياسين ومفدي زكرياء.. فهؤلاء لم يموتوا!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com