الجزائر - A la une

عرض الفيلم الوثائقي " لقاء مع ميساء باي " بوهران




عرض الفيلم الوثائقي
عرض مساء أول أمس بالمعهد الثقافي الفرنسي بوهران الفيلم الوثائقي " لقاء مع ميساء باي " للفرنسيين " فيليب " و " نانسي باروال " ، اللذان أشادا قبل بداية العرض بشخصية الكاتبة الجزائرية التي حجزت لنفسها مكانة هامة في المشهد الأدبي الجزائري و الأوروبي ، كما تألقت في غضون سنوات في سماء الإبداع الفكري من خلال تسليطها الضوء على التاريخ الاستعماري للجزائر ، كونها عاشت حقبة قصيرة منه ، و لامست معاناة الجزائريين المحتلين و المغتصبين في تلك المرحلة الرهيبة ، حيث كشفت مخرجة العمل " نانسي " أنهما التقيا " ميساء" منذ عامين فقط ، وهي مدة زمنية كانت كفيلة بالتعرف على شخصيتها وفكرها و أدبها ، الأمر الذي دفعهما لإنجاز هذا العمل الوثائقي ، و الذي من شأنه أن يميط اللثام عن السيرة الذاتية لصاحبة رائعة " بما أن قلبي مات " و أهم أعمالها الأدبية و كتاباتها عن التاريخ الجزائري ، وكذا دراساتها النقدية في الأدب الفرنسي بالتركيز على مواضيع وقضايا سياسية و اجتماعية لها علاقة مباشرة بالجزائر الأم ..ذكريات حرب لا تنسى ...العمل الوثائقي الذي عرض بحضور الأديبة " ميساء باي " ونخبة هامة من الأساتذة و الباحثين ، وكذا عدد من الطلبة الجامعيين العاشقين لكتابات " ميساء " ومحبيها ، نقل في 56 دقيقة السيرة الذاتية للكاتبة ، بداية من المشهد الأول الذي تضمن زيارة المخرجين إلى منزلها الكائن بمدينة سيدي بلعباس ، أين تم إجراء اللقاء و بالتحديد يوم 24 أفريل 2012 ، حيث تحدثت الكاتبة في البداية عن والدها " بن عامر يعقوبي " الذي استشهد على يد الإستدمار الفرنسي ، وكيف عاشت طفولتها خلال الفترة الاستعمارية بقصر البخاري بولاية المدية ، و التي وصفتها بالرهيبة و المؤلمة خصوصا بعد فقدانها لأبيها الذي مات عن طريق التعذيب و التنكيل ، لتسلط الضوء بعدها في المشهد الثاني على فترة دراستها و التي قضتها بثانوية " فرومونتا " الكانئة بالعاصمة ، حيث قالت " ميساء " أنها ارتادت هذه المؤسسة منذ سنة 1960 إلى 1962 ، واصفة الجو الاستعماري الذي عاشته رفقة مجموعة من الفتيات الجزائريات اللائي كن قليلات ، وكن يتعرضن في كل مرة للمعاملة السيئة و نظرات الاحتقار و الازدراء من لدن المعمرين الفرنسيين، كاشفة في نفس الوقت خلال اللقاء أنه تم تسجيل نسبة 4 بالمائة فقط من الجزائريات المتمدرسات خلال الحقبة الاستعمارية ..كما تحدثت أيضا عن ذكريات حرب حقيقية عاشتها رفقة عائلتها ، لاسيما والدتها التي أفنت حياتها في حماية أبنائها و رعايتهم خوفا من فقدانهم على غرار زوجها الشهيد ، ساردة على مسامع الحضور قصصا واقعية كشفت فيها شناعة المستعمر الغاشم و مظاهر العنف التي ارتكبت في حق الأطفال و النساء ، واصفة مشاهد القتلى و الدماء بالشوارع و الأحياء ... كلها ذكريات خلفت حزنا عميقا في نفسية " ميساء باي " التي بدت متأثرة إلى أبعد الحدود .. حكاية شهرة من سيدي بلعباس من جهة أخرى عرض الفيلم الوثائقي صورا حقيقية لفرحة الجزائريين بالاستقلال و خروجهم إلى الشارع للاحتفال بخروج الاستعمار ، وهو ما وصفته " ميساء " باليوم التاريخي للجزائر ،لتتحدث بعدها عن بداية مسيرتها الأدبية وقصتها مع أول نص كتبته بعد انتقالها إلى ولاية سيدي بلعباس عام 1970 ، حيث التحقت بسلك التعليم وتخصصت في تدريس مادة اللغة الفرنسية ، قائلة أنها عشقت الكتب وهي في سن السادسة ، حيث أن قراءتها للمؤلفات التاريخية ساعدها كثيرا على اكتشاف تاريخ بلدها و معرفتها للعديد من التفاصيل المبهمة التي كانت تجهلها مثل المعلومة التي تفيد بدخول المعمر الفرنسي إلى الجزائر من خلال 750 سفينة أبحرت لمدة 14 يوما كاملا للوصول إلى ميناء سيدي فرج ، وغيرها من الأمور التاريخية الأخرى التي عززت في كتاباتها و اطلاعاتها، أما فيما يخص أولى خطواتها نحو اصدار أول كتاب لها فقالت " ميساء " في هذا الفيلم أنها كتبت نصوصا أدبية بشكل متقطع و بأسلوب عفوي ، إلى غاية أن تعرفت على أستاذة بإحدى الجامعات الفرنسية جاءت إلى الجزائر لإعطاء بعض الدروس في الأدب الفرنسي ، و بعد أن علمت بمحاولات " ميساء " الكتابية اتصلت بها و طلبت منها إرسال النص الذي كتبته، في البداية ترددت " ميساء " - على حد تعبيرها - خوفا من رد فعل أستاذة كبيرة ومتمكنة ، لكنها تشجعت و بعثته لها ، و بعد فترة معينة اتصلت بها هذه الأخيرة لتبلغها أن النص يجب أن ينشر على الفور ؟؟ ، وهو ما فاجأ الكاتبة الجزائرية التي سعدت بالخبر و سافرت فورا إلى باريس بعد دعوة رسمية وجهتها لها هذه الأخيرة من أجل تقديم نصها أمام دور النشر الفرنسية و الإعلام هناك ، وبالفعل تم نشر الكتاب ووزع بشكل جيد .. لتبدأ بعدها رحلتها مع عالم الشهرة و النجومية عندما أصدرت مجموعة هامة من المؤلفات الرائجة على غرار روايتها الشهيرة " اسمعوا أنفسكم في الجبال " الصادرة عام 2002 و كتاب " الأزرق ، الأبيض و الأخضر " الصادر عام 2007 وغيرها من المؤلفات الأخرى ..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)