تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية محل نقاش في يوم دراسي بسيدي بلعباس

بادرت مديرية المجاهدين بالتنسيق مع جامعة الجيلالي اليابس لسيدي بلعباس بتنظيم يوم دراسي حول تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية المصادف ل19 سبتمبر من سنة 1958 احتضنته أول أمس قاعة المحاضرات لرئاسة الجامعة.وتأتي هذه المبادرة ضمن احياء الذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة واماطة اللثام عن جوانب مختلفة من تأسيس الجمهورية الجزائرية المؤقتة الذي يعتبره الكثيرون منطلقا لبعث الأمة الجزائرية من جديد وتسجيل انتصارات هامة في المجال الدبلوماسي.هذا وتميز اليوم الدراسي الذي حضره جمع من الأساتذة والطلبة والأسرة الثورية ومدعوون اخرون...بالقاء سلسلة من المحاضرات القيمة.فالأستاذ لعوج نصر الدين تطرق في مداخلته الى الحديث عن الأبعاد الحضارية للحكومة الجزائرية المؤقتة والأستاذ بشير سحولي تناول موضوع التحدي والتصدي لهذ الحكومة.أماالأستاذ بلجة عبد القادر فكشف وباسهاب عن ظروف تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في19 سبتمبر1958 .ولعل المحاضرة التي شدت اهتمام الحضورأكثر تلك التي تناول فيها الأستاذ محمد مجاود تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة وفعالية الدبلوماسية الجزائرية واصفا تأسيس هذه الهيئة بالعمل الدبلوماسي بامتياز وجواب كاف للحكومة الفرنسية التي كانت تروج لفكرة عدم وجود طرف شرعي للقضية الجزائرية تباشر معه مفاوضات .هذه الهيئة التي اعترفت بها كثير من دول العالم أكسبت الثورة الجزائرية قوة في الوقت الذي ضعف فيه موقف فرنسا في المحافل الدولية .ثم راح يعدد مناقب الدبلوماسية الجزائرية ومسيرتها اليوم والتي هي امتدا د طبيعي للماضي .فهي مستمدة من كفاح الشعب الجزائري والمبادئ التي ظل يناضل من أجلها من ذلك تقرير المصير وحسن الجوار وحل النزاعات الاقليمية والدولية عن طريق الحوار وتحريم دفع الفدية للجماعات الارهابية مقابل تحرير الرهائن .ليتدرج الى الحديث عن تمسك الحكومة المؤقتة أثناء المفاوضات مع المحتل بجملة من المبادئ ورفضها رفضا قاطعا التنازل عنها قيد أنملة وذكر منها عدم التخلي عن الصحراء الجزائرية وعدم الانصياع للمفاوض بخصوص تقسيم الجزائر على اساس عرقي وقبلي كونه يتنافى على الاطلاق مع تكوين الأمة الجزائرية الحديثة بالاضافة الى رفض جبهة التحرير مناورات فرنسا لادخال أطراف أخرى في المفاوضات والحرص على توقيف القتال بدل الهدنة التي كانت تركزعليها.ان تأسيس الحكومة المؤقتة التي أضحت الممثل الشرعي للشعب الجزائري-يضيف الأستاذ مجاود- مكن من تحويل المعركة العسكرية الى معركة دبلوماسية توجت بانتصارات عديدة منها على وجه الخصوص الوصول الى اقناع الرأي العام العالمي بتقرير المصير وتحرير الوطن من براثن الاستعمار .علي خالفي رئيس جامعة الجيلالي اليابس لسيدي بلعباس ثمن المبادرة معتبرا اليوم الدراسي هذا أول نشاط تفتح به الجامعة أبوابها ما يعكس اهتمامها بتاريخ الجزائر وتاريخ الثورة التحريرية على وجه الخصوص لافتا نظر الإعلاميين الى قرار إنشاء مكتبة خاصة بالتاريخ الجزائري وتاريخ الثورة اللتحريرية المباركة على مستوى كلية العلوم الانسانية والاجتماعية سيتم إثراؤها بشتى الكتب.