الجزائر - A la une

حقائق وأسرار عن ملك مغربي يدير كل شيء من وراء ستار



حقائق وأسرار عن ملك مغربي يدير كل شيء من وراء ستار
"محمد السادس وراء الأقنعة"، هو ليس عنوان مسرحية أو قصة من وحي الخيال ولكنه عنوان كتاب حمل الكثير من أسرار الملك المغربي الشاب وبلاطه والمتحلقين من حوله المنتفعين من ريوع المخزن.ينتظر أن ينزل إلى سوق الكتاب بفرنسا بداية من الأسبوع القادم، هذا الكتاب الذي حمل حقائق وانتقادات لاذعة تجاه الملك المغربي محمد السادس، وممارساته التي طبعت سنوات توليه العرش منذ أوت سنة 1999، خلفا لوالده الراحل الملك الحسن الثاني.وانتهج الكاتب المغربي عمر بروكسي، المقيم بفرنسا نفس أسلوب الكاتب الفرنسي جيل بيورلت، الذي ألف سنة 1990 كتابا تحت عنوان "صديقنا الملك" كشف من خلاله حقائق خفية في حياة الملك الحسن الثاني كانت كافية لإثارة سخط البلاط المغربي آنذاك. وإذا كان عمر بروكسي، وضع لكتابه عنوان "محمد السادس وراء الأقنعة" إلا انه أضاف له عنوانا جانبيا "نجل صديقنا الملك" على وزن "صديقنا الملك" وحمل توطئة من نفس صاحب هذا الكتاب.ولذلك فإن هذا الكتاب الجديد سيحدث ضجّة سياسية وإعلامية اكبر بمجرد أن يصبح في متناول عامة المغربيين الذين سيطلعون على خبايا القصر وأسراره وصورة حقيقة لما يجري وراء الستار بعيدا عن تنميقات المخزن وإعلامه. وإذا كان كتاب "صديقنا الملك" أثار ضجة كبيرة وتسبب في اكبر أزمة سياسية بين الرباط وباريس كون كاتبه فرنسي إلا أن الفرق هذه المرة أن صاحب كتاب "محمد السادس وراء الأقنعة" مواطن مغربي مقيم في فرنسا. وسبب الضجة أن الكتاب تناول جوانب من الحياة الخاصة للملك الشاب، وقد تناول خجله المفرط ووضعه الصحي المتدهور وانتقادات لاذعة لطريقة إدارته للشأن المغربي، وتجميع كل السلطات السياسية والاقتصادية بين يديه وبعضا من اقرب المقربين منه. وكتب جيل بيرو، في تقديم الكتاب أن "القارئ المتعود على الحقائق المغربية سيكتشف بدهشة انه لم يسبق وان قام ملك مغربي بتجميع كل السلطات بين يديه الى درجة أن مسؤولين سامين ووزراء وجدوا أنفسهم مجرد ديكور في حكومة مغربية لا يمتلكون سلطة قراراتها.وأضاف أن "كتاب عمر بروكسي كشف الخيبة التي انتابت المغربيين وهم الذين علقوا أمالهم على الملك الشاب لإحداث القطيعة مع نظام والده الذي نعت بسنوات "الدم والرصاص"، ولكنهم وبعد خمسة عشر سنة لم يقفوا سوى على وهم زائف.وقال صاحب الكتاب أن الحسرة التي أصابت عامة المغربيين مردها عدم جرأة الملك الجديد والذي لم تكن له الشجاعة في حذو الطريق الذي سلكه ملك اسبانيا خوان كارلوس، الذي استلم كل السلطات من الديكتاتور فرانكو، إلا انه ما لبث أن تبنى ملكية دستورية مكنت اسبانيا من التحول من أفقر دولة في القارة الأوروبية إلى دولة ذات مكانة في المعترك الأوروبي والدولي.وتأسف بروكسي أيضا لكون "الربيع العربي" الذي هبت رياحه على المملكة المغربية بمظاهرات ومسيرات رافضة للملكية المطلقة لم يتمخض عنها سوى إصلاحات عابرة لم يكن لها تأثير على جوهر وطبيعة النظام السياسي المغربي.وفضح الكتاب أيضا فظاعة سيطرة البلاط الملكي على الاقتصاد المغربي عبر آليات تمكن بواسطتها من مراقبة كل أوجه النشاط الاقتصادي، وإخضاع كل الشركات الكبيرة لسلطته انطلاقا من القصر الملكي.ولكن خيبة الكاتب الذي عمل مراسلا لوكالة الأنباء الفرنسية في مكتبها بالعاصمة الرباط بين سنتي 2009 والى غاية شهر اوت الماضي، كانت اكبر لقناعته أن غالبية الشعب المغربي لا تنتظر تغييرا في طبيعة نظام الحكم في المغرب، وان مملكة على الشكل الاسباني مازلت ضربا من الخيال.وإذا كانت السلطات المغربية لم تصدر إلى حد الآن أي رد فعل فإن خروج الكتاب الى الأسواق سيجعلها دون شك ترد بعنف على حقائق فضحت ادعاءات الملك المغربي، بتحقيق الحريات والرفاه، وعلى أنه نموذج النظام الديمقراطي الذي يجب أن يقتدى به.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)