الجزائر - A la une


داعش والعلماء !
بعد أن ظهرت داعش واشتد عودها وأبلت بلاءها، وبسطت "خلافتها الراشدة"، وعاثت في الناس تقتيلا وإعداما وذبحا، وفي الأرض فسادا وهرجا ومرجا، وفي الدين تشويها وتسويدا، وبلغ صيتها مشارق الأرض ومغاربها، أقبل "العلماء والدعاة" بعضهم على بعض يتساءلون، وانقلب بعضهم على بعض يتلاومون.. حتى قال قائل منهم إن:"انتشار التكفير والتطرف سببه تقاعس علماء المسلمين" والإشارة هنا إلى الظاهرة "الداعشية" الرهيبة..طبعا كعادتهم، بل هذا ديدنهم، اختلف العلماء والدعاة في توصيف الظاهرة بغية "توظيفها" في تبرير مواقف، أو تزكية سياسات أو الترويج لفتاوى تحت الطلب.. فقد اعتبر بعضهم "داعش نبتة سلفية"، وذهب آخر إلى أبعد من ذلك بالتأكيد أن "الفرق بين داعش وبين بقية السلفيين التقليديين، أن الدواعش امتلكوا شجاعة التطبيق بينما جبناء السلفية يكتفون بالتصفيق"، فيما عمد بعض ثالث إلى تخفيف الوطء وتنزيه السلفية من دنس "الداعشية"، فقال إن "داعش صناعة استخباراتية".. وجزمت فتوى آل الشيخ في السعودية - تبرئة للذمة- أن هؤلاء هم عدو الإسلام الأول ويصح فيهم حديث نبوي يدعو إلى قتلهم..ودون الخوض في سيرة العلماء ولا الطعن عليهم، أو التشهير بهم فإن لسان حالهم يقول إنهم مسؤولون عما يحدث، ولا يتناصحون بل هم اليوم مستسلمون.. يتحملون جزءا من المسؤولية عما يحدث، عن داعش والقاعدة والعدوان الإسرائيلي على غزة وعن المجازر في مصر وسوريا والعراق لأنهم اتبعوا أهواءهم وانحازوا إلى السلطان وأذعنوا له في مصر والسعودية وغيرهما.. وتفرقوا شيعا وأحزابا كل فريق بما لديهم فرحون، واستسلموا للواقع المفروض عليهم من السلطان وأمريكا وأوروبا وإسرائيل.. وهذه هي التربة الخصبة التي تنبت فيها كل المفاسد والآفات والضلال ويشتد عودها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)