فيها الخير فرنسا !

غول البطل المغوار، وعد وتعّهد، وصدق وعده فانتقل إلى "عين المكان" بمالي لمعاينة حطام الطائرة وتسجيل حضور الجزائر "بقوة" في تطورات الحادث الأليم الذي ظلت غائبة عنه، واستعادة زمام الأمور في قضية فلتت منها منذ الوهلة الأولى لفقدان الاتصال بالطائرة المحطمة.. غول كان حريصا على توثيق تنقله بالصّوت والصورة حتى لا يقال بأن الرجل لم يكن في مستوى الحدث.والظاهر أن غول كان أول مسؤول يستقبل إحدى علبتي الطائرة السوداوين بدليل أنه نشر صورته وهو يحملها منتشيا.. غير أن شكل العلبة لم يكن يوحي حسب المتابعين أنها علبة سوداء، فقد أكد الكثير أنها لا تشبه العلبة السوداء في شيئ فقد بدت وكأنها طرد مغلف.. سواء كانت هي العلبة أو شيئا آخر فهذا لا يهم إلا غول، ما يهم الجزائر كدولة هو أن العلبة أرسلت إلى فرنسا، ونقلت إلى باريس على جناح السرعة..تنقل غول وتجواله في المنطقة والاطمئنان على "تحطم الطائرة، والوقوف على حطامها، والتقاط صورة مع ما قال إنه العلبة السوداء، لم يغيّر من الواقع شيئا، فقد ظلّت الجزائر خارج اللعبة، وخارج الحسبة، وظلّت فرنسا هي السيّدة تمسك بكل خيوط القضية، لا ينافسها في ذلك منافس ولا ينازعها في سلطانها منازع.. ومع ذلك تبقى فرنسا حبيبتنا الأولى، ولا تثريب عليها، يكفيها أنها سمحت للوزير الجزائري "الهمام" أن يلتقط صورة مع العلبة السوداء قبل نقلها إلى باريس وهذا كرم من فرنسا عظيم..