القاعات مفتوحة أمام المعارضة لكن الشارع ممنوع وغرداية تحت رقابة الكاميرات

الصحافة الأجنبية تتحامل على الخطوط الجوية الجزائريةأكثر من 70 متورطا في أعمال الشغب بغرداية في السجوناستبعد الوزير الأول، عبد المالك سلال، فرضية العمل الإرهابي في سقوط الطائرة المستأجرة من إسبانيا، بالأراضي المالية، ”لأنه من الصعب جدا على الجماعات المسلحة أن تملك الليزر لاستهداف الطائرة بصاروخ، كما أن تواجد الحركات المسلحة بالمنطقة التي سقطت بها الطائرة قليل جدا”. رجح عبد المالك سلال، في ندوة صحفية نشطها أمس، على هامش الزيارة التفقدية التي قادته إلى ولاية قسنطينة، أن تكون الظروف الجوية الصعبة، وراء سقوط الطائرة التي كانت تقل 119 مسافر بالأراضي المالية، مع وجود جدار من الرياح القوية المشحونة بالكهرباء والبرد، إلى جانب زوبعة رملية من الصعب تجنبها، مؤكدا أن الحديث عن استهداف الجماعات الإرهابية لطائرة على علو 9 كلم، صعب جدا، لعدة اعتبارات أهمها أنه من الصعب أن تمتلك الجماعات المسلحة صاروخا و”ليزر”، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات النهائية.وأفاد الوزير الأول أن وزير النقل عمار غول، وصل أمس، إلى مكان الحادث رفقة فريق هام من الخبراء، على رأسهم الشرطة العلمية، للتنسيق مع السلطات المالية والفرنسية لكشف أسباب الحادث، كما تم تكليف النائب العام للتحقيق في الحادث من الجانب القانوني، وسيتم الاعتماد على ما تحتويه العلبتين السوداوين، خاصة الثانية التي تسجل ما يدور في الطائرة 30 دقيقة الأخيرة، بالتعاون مع فريق الخبراء الفرنسيين لأنهم الأحسن في هذا الجانب، لافتا إلى أن الحكومة الجزائرية لا تتكلم كثيرا ولكن تقول الحقيقة.واستبعد سلال، من جهة أخرى، فرضية الخلل التقني، استنادا إلى تصريح المدير العام للطيران الفرنسي، الذي أكد أنه ”لا يوجد مشكل تقني”، وقال إن الطائرة خضعت للمراقبة قبل فترة قصيرة، كما أن الطيران الجزائري دائم النزول على المطارات الفرنسية، ولوكان هناك مشكل تقني لمنعت باريس طائراتنا من النزول بمطارتها”، موضحا بخصوص ما تتداوله الصحافة حول أن الطائرة جزائرية، أن ”الطائرة إسبانية وليست جزائرية، لكن يبدو أن بعض الصحف الأجنبية تتحامل على الخطوط الجوية الجزائرية”، مشيرا إلى أنه تم إرسال طائرة للجيش الشعبي الوطني كانت مرابطة ببرج باجي مختار بولاية أدرار.وفي حديثه عن ملف غرادية، أكد الوزير الأول سلال، أن الحكومة لم تتخل عن التزاماتها، وغرداية ستكون تحت رقابة الكاميرات التي انطلق مشروعها فعليا، مبرزا أن كل من يعبث بالأمن العام سيدفع الثمن، والدليل أن هناك 70 مواطنا من الولاية قابعا في السجون من الجانبين، وأشار إلى أن أولوية الوالي الجديد، زرع المحبة بين السكان، لأن الجزائر لا تريد استخدام قوتها ”الخارقة ضد أبنائها”، وواصل بخصوص رفع الحظر عن المسيرات بالعاصمة، أنه أبلغ المعارضة التي تبحث عن ترخيص للمسيرات بالعاصمة، أن القاعات مفتوحة للجميع لكن الشارع ممنوع.وشدد الوزير الأول في حديث عن منع مسيرات غزة، على أنه لا يمكن لأحد أن يزايد في القضية، لأن مواقف الجزائر معروفة، وهي الدولة الوحيدة التي تدفع اشتراكاتها المالية دون ضجيج إعلامي، والأمر بالنسبة لها واجب، تماما مثلما هو الأمر بالنسبة لتقديم الواجب إزاء جيراننا الماليين والليبيين، ”مع التمسك بحل بعيد عن التدخل الأجنبي لحماية حدودنا”، منوها بالاتفاق بين الحكومة المالية والحركات المسلحة.وأكد سلال أن إيجاد حل لما يحدث في غزة في إطار الجامعة العربية صعب جدا، بسبب اختلاف وجهات النظر بين الدول، لكن ”نتابع القضية وهناك أمور سرية لا يمكن أن نتحدث عنها حتى لا نخرج خاليي الوفاض”، مشيرا فيما يتعلق بإمكانية ممارسة ضغوط على مصر لفتح معبر رفح، إلى أن ”العلاقات مع مصر جيدة والدليل الزيارة الأخيرة للسيسي، ونعمل معا لنكون قطبا عربيا ثقيلا”.وفي رده على سؤال حول مكافحة الفساد، وقضية شكيب خليل، اعتبر سلال أن الأمر يدخل في إطار برنامج الحكومة ولا يرتبط بوعود الرئيس، والتحقيقات متواصلة، معتبرا أن استقدام الخليفة من بريطانيا، مكسب كبير جدا للحكومة، أما فيما يتعلق بقضية سوناطراك فتجنب سلال، ذكر شكيب خليل، واكتفى بالقول أن التحقيقات جارية، وأنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال إسقاط قرينة البراءة.على الصعيد المحلي، كشف سلال أن المشاريع المرتبطة بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ستسلم شهر أفريل، على أن تسلم باقي المشاريع لاحقا، مبشرا سكان 5 آلاف شالي، بإعانات مالية تصل إلى 120 مليون سنتيم، لإعادة تهيئة شالياتهم مثلما حدث مؤخرا بالشلف وعين الدفلى.