الجزائر - A la une

تكريم حليمة قاسمي المتفوقة الأولى بولاية ميلة



تكريم حليمة قاسمي المتفوقة الأولى بولاية ميلة
”النجاح في البكالوريا هو أمل الحياة لكل شاب وشابة، ولا أستطيع اختصارها في بضع كلمات لأن الكلمات لا تفيها قدرها الكافي من الشرح”.. هي العبارات الأولى التي بدأت بها حليمة حديثها إلينا على هامش حفل التكريم الذي حظيت به من قبل والي ميلة، أول أمس، بمناسبة حصدها المرتبة الأولى في شهادة البكالوريا على مستوى الولاية بمعدل 17.90.حليمة قاسمي فتاة في ال 18 ربيعا، قهرت الصعاب وتحدت ظروفها المعيشية القاسية في قرية بويلف التي تبعد ببضع كيلومترات عن بلدية اعميرة آراس، لتقطف في نهاية مسارها الدراسي في الطور الثانوي ثمار تفوقها التي أهدته لأمها امتنانا وعرفانا بجميلها وتضحياتها الجسام من أجل توفير لها ولإخوتها جميع متطلباتهم، فكانت - حسب ما أدلت به الطالبة حليمة في تصريحها- بمثابة الأم والأب في آن واحد بحكم أنها يتيمة الأب.وقالت أيضا أن دموع الفرحة بنجاحها لم تفارقها حتى اليوم هي وأمها، وأكدت في تصريحها أنها وفت بوعدها لأمها وحققت هذا النجاح الباهر الذي شرفت به عائلتها وأبناء الولاية قاطبة، خصوصا أنها ستكرم رفقة المتفوقين من قبل رئيس الجمهورية.وعن سر هذا التفوق أجابت حليمة أن حفظها لكتاب الله وهي في سن ال14 عاما كان له الفضل الكبير في تيسير أمورها، لأنها كانت دوما تستفتح قبل بدئها بمراجعة دروسها بآيات من الذكر الحكيم، كما أن تنظيمها لوقتها واعتمادها على فترة ما بعد صلاة الفجر مباشرة لحفظ الدروس، لأن الذاكرة - حسبها - تكون لها قابلية على التخزين.وقد اكتشفنا في دردشتنا القصيرة مع الطالبة حليمة قاسمي أن الدافع الحقيقي وراء تحقيقها لهذا التفوق هو تأثرها بكاتب جزائري استطاع الوصول إلى غايته وتحقيق طموحاته في أن يصبح طبيبا، رغم معاناته من فقر مدقع في صغره، فكانت حليمة تقرأ له كثيرا لولعها بمطالعة الكتب وروايات في أوقات فراغها، بالإضافة إلى كتابتها للخواطر لتفجير تلك المكبوتات على الورق، فسارت على خطى هذا الكاتب التي لم تذكر لنا اسمه لأنها - حسبما أدلت به لن -ا أنها كانت ترى نفسها فيه للقواسم المشتركة التي كانت بينهما فسلكت الدروب الوعرة وتسلحت بإيمانها القوي وتوكلها على الله الذي كلل تعبها بهذا النجاح الباهر.كما أن عزيمتها الفولاذية ذللت أمامها تلك الصعاب رغم تلك الإمكانيات البسيطة التي وفرتها لها والدتها، إلا أنها كانت كافية في نظرها للوصول، فلم تمتلك على حد قولها مكتبا فاخرا كقريناتها بل كانت تفترش زربية تقليدية تراجع عليها دروسها، كما أنها لم تزر مواقع الأنترنت يوما كبقية الطلبة لإنجاز البحوث، بل كانت دوما تعتمد على الكتب المدرسية ونصائح أساتذتها الذين أحاطوها بعنايتهم الخاصة بعد أن لمحوا فيها ميزات النبوغ مند بداية مسارها الدراسي التي كانت فيه دائما الأولى على مستوى مدرستها.حليمة قاسمي إذن افتكت تأشيرة دخولها إلى كلية الطب التي طالما حلمت بها بكل جدارة واستحقاق، خاصة أنها تريد أن تختص في جراحة الأعصاب. فارقنا حليمة وكلنا فخر واعتزاز بإنجاز هذه الفتاة المتألقة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)