الجزائر - A la une

الجمهورية تزور مقام " سيدي الهواري " بوهران



الجمهورية تزور مقام
ينفرد مقام " سيدي الهواري" بوهران عن غيره من المقامات الأخرى بحكم الإقبال المنقطع النظير عليه من لدن الزائرين والسياح وبالأخص المغتربين الذين يأتون من كل حدب وصوب للتبرك به بناء على اعتقادات راسخة متوارثة بين الأجيال، والأهم من ذلك أن الولي الصالح " سيدي الهواري" يعد من المعالم الأثرية الشهيرة التي تزخر بها عاصمة الغرب الجزائري ، بدليل أن العديد من الشخصيات السياسية الجزائرية قامت بزيارته في الكثير من المرات باعتباره رمزا من رموز الحضارة الوهرانية الدينية و الأثرية ، ناهيك عن عدد المطربين و الشعراء الذين تغنوا به و بعراقته ، فصار اسم " الهواري " الكنية المشهورة بالمدينة و أغلب العائلات الوهرانية باتت تسمي أبناءها عليه ...كانت الساعة تشير إلى الثانية زوالا عندما ركنا السيارة أمام المقام الذي كان مكتظا بالسياح ، دخلنا المقام الذي كانت تفوح منه عطورا زكية لاسيما رائحة البخور و" الجاوي " ، عند دخولنا وجدنا " المقدمة " كما يسمونها هناك ، وهي امرأة تسهر على حراسة " الولي الصالح " و تستقبل الزائرين الذين غالبا ما يعطونها مبالغ رمزية على أنها " الزيارة " ، في حين يفضل البعض وضع نقودهم في الصندوق الحديدي بجانب " الضريح " ، هذا الأخير الذي كان مغطى برداء أخضر جميل منمق بشراشيف براقة ، يلمسه الزائرون و يتبركون به طلبا للحظ في الحياة و في حل مشاكلهم ، أما الجدران فكانت مزركشة جميلة علقت عليها لوحات كتبت عليها آيات قرآنية و أحاديث نبوية ، وكما كان متوقعا فقد كانت حصة الأسد فيما يخص فئة الزوار من نصيب الفتيات اللائي قدمن خصيصا للتخلص من نحس العنوسة من خلال إشعال الشموع داخل المقام وتقديم علب من الحناء والسكر وماء الزهر ، ومن ثم تقديم الزيارة ل " المقدمة " . في حين قدمت بعض النسوة إلى المقام رغبة في الحصول على أولاد ، وهو ما استفسرت عنه سيدة جاءت من تموشنت ، حيث قالت أنها متزوجة منذ أكثر من 10 سنوات ، ولم تنجب أطفالا رغم أن الأطباء لم يجدوا فيها أي مرض يمنع من انجابها ، ولأنها كانت ترى في منامها رجلا اسمه " الهواري " كان يعطيها في كل مرة سلسلة من ذهب ، وعندا سألت العارفين بالأحلام نصحوها بزيارة سيدي الهواري علها تنجب ، وهذا ما أكدته لها المقدمة التي أوضحت بان منامها فأل خير وزيارتها للمقام سيسهل عليها الحصول على اطفال ، وبينما كنا نستمع لقصة سيدة أخرى من وهران عن العجوز التي استرجعت وعيها وعافيتها بعد إدخالها للمقام رغم أن الأطباء يئسوا من شفائها حتى دخل امرأة شقراء في مقتبل العمر ، ومن مظهرها تبين أنها أجنبية خصوصا عندما راحت تتكلم اللغة الفرنسية بطلاقة لتسأل المقدمة عن امكانة اخذ صورة تذكارية داخل المقام ، كونها سمعت عنه الكثير من الأساطير والحكايات الشعبية في فرنسا من طرف جزائريين مقيمين هناك، كل هذا جعلنا نعرف قيمة هذا الولي الصالح الذي وصل صيته إلى الخارج ، خصوصا أنه يستقبل المئات من المغتربين والأجانب خلال مواسم العطل و الأعياد .





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)