الجزائر - A la une

نكهة عيد الخريف تصنع الحدث في "تكوت" بباتنة


نكهة عيد الخريف تصنع الحدث في
احتضنت مدينة تكوت بباتنة خلال الأيام الأربعة الأخيرة من شهر أوت تظاهرة سوق عيد الخريف السنوية، حيث شهدت العديد النشاطات التجارية والثقافية والفنية وفق الرزنامة التي سطرتها الجمعيات الفاعلة بالتنسيق مع السلطات المحلية، كما كانت فرصة سنوية للقاء أعيان الأعراش المجاورة لفض النزاعات، ومناقشة العديد من القضايا المطروحة عرفيا، وفي مقدمة ذلك شروط الزواج التي تم تحديدها هذه المرة ب 20 مليون سنتيم.يعتبر سوق عيد سوق الخريف بتكوت، من بين أهم التظاهرات الثقافية والاقتصادية التي تميز منطقة الأوراس، حيث يحج إليه كل سكان المناطق والولايات المجاورة، فيحملون إليه ما جادت عليهم الأرض من خيراتها، من قمح وشعير وخضر وفواكه وتمور، وفي القديم كان يتم البيع في معظمه بالمقايضة، وكان يدوم حتى ينهي الناس بيع سلعهم ويختمون أشغالهم، وكان يجتمع على هامش السوق أعيان الأعراش لدراسة أمورهم الاجتماعية وآخر القضايا والمستجدات، مثل شروط الزواج وفض الخصومات وإصلاح ذات البين، والنظر في المعاملات التجارية المختلفة، والحرص على حل مختلف المشاكل والقضايا المطروحة عرفيا، لتختتم التظاهرة بنشاطات ثقافية وفنية متنوعة، وكان سوق عيد الخريف في نظر الكثير محطة إعلامية ونقطة للتلاقي، ناهيك عن المعروضات التقليدية المعبرة عن أصالة أبناء المنطقة، فكان كل عرش يعرف بجانب معين من الحرف والصناعة كمصنوعات الحلفاء ووسائل الحداد الفلاحية وغيرها.أسواق فصلية وأسبوعية تحافظ على وجودها في منطقة الأوراسوبعيدا عن تظاهرة سوق عيد الخريف التي تصنع الحدث مع نهاية شهر اوت، فإن منطقة الأوراس لا تزال محافظة على تقاليد الأسواق الفصلية والأسبوعية المعروفة منذ القدم، كتلك التي تقام بمناسبة جني المحاصيل الفلاحية كالتمر والحبوب، حيث عرفت منطقة مشونش بجودة تمورها، وعرفت مناطق الرميلة ودوفانة وأولاد فاضل (الشارع) بقمحها وشعيرها، وعرفت المناطق الجبلية بخضرها وفواكهها من العنب والتين والرومان التي كانت تستبدل إما بالقمح والشعير أو بالتمر،كما تعرف عدة مناطق بأسواقها الأسبوعية المعروفة مثل آريس وإشمول وبولفرايس ومروانة ونقاوس وغيرها، وكان لكل جهة سوقا مخصصا في يوم معين، بعضها لا يزال ساري المفعول كما كان عليه من قبل بصرف النظر عن اختلاف النكهة والحضور، حيث يتوافد التجار من كل النواحي المجاورة وينصبون الخيام، وكان للسوق تنظيما مميزا،، حيث أن هناك مكان للماشية وآخر للحبوب والخضر والفواكه ومكان للملابس، ومكان للأواني وآخر للجزارين، إضافة إلى خيمات لبيع القهوة والمشروبات وبيع الشواْء، ومكان لبيع الدواجن والبيض وغيرها. ويؤكد الكثير ممن عايشوا تلك الفترة أن كل شيء كان بسيطا دون تكلف، فكانت بغالهم وأحمرتهم تربط قريبا من السوق، وكان "البراح" يجوب السوق طولا وعرضا مبشرا الناس بآخر الأخبار، فيما تصنع حلقات المداحين الحدث، ويتجمهر الناس حولهم للاستماع إلى قصصهم وأشعارهم ليجودوا عليهم ببعض النقود، ليفترق بعدها الناس ويعود كل واحد إلى بيته حاملا ما يحتاجه من متطلبات أسبوع كامل، فيما يعرف آنذاك أن الخضر كالطماطم والفلفل لا تؤكل إلا في موسمها، على خلاف الوقت الراهن الذي اتسعت فيه رقعة الأسواق، وكثيرا ما تتحول إلى مصدر إزعاج بسبب الفوضى والعشوائية في الانتشار، ما أفقدها طعمها الأصيل، كما أصبحت في نظر الكثير مجرد عملية للتسوق الروتيني اليومي، بعدما كانت قديما فرصة للتلاقي والتشاور وتبادل الآراء والمعارف.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)