الجزائر - A la une

الأسواق الفوضوية تفرض منطقها أمام أبواب وساحات مساجد باتنة


الأسواق الفوضوية تفرض منطقها أمام أبواب وساحات مساجد باتنة
تحوّلت الساحات والطرق المحاذية للكثير من مساجد مدينة باتنة وما جاورها إلى فضاء للتجارة الفوضوية التي فرضت منطقها على أرض الواقع، وهو ما جعلها فضاء لبيع وشراء الخضر والفواكه، بشكل يجسد مقولة "سوق أمام كل مسجد" بشكل واضح في عاصمة الأوراس، وهذا في غياب إجراءات فعالة لوضع حد لمثل هذه الظاهرة التي يصفها الكثير بالسلبية وغير الأخلاقية.وفي جولة قامت بها "الشروق" إلى عديد أحياء مدينة باتنة، وقفنا على الانتشار الكبير لمثل هذه الممارسات، وسط تهافت المصلين على اقتناء الخضر والفواكه مقابل أثمان يصفونها بالمعقولة، وهو ما جعل الكثير من التجار الفوضويين يستغلون الفرصة لتعزيز تموقعهم، ما جعل هذا السلوك يتحول إلى تقليد باتت تعرف به أغلب المساجد الواقعة في الأحياء الكبيرة والشعبية لمدينة باتنة، على غرار مسجد حمزة بحي الشهداء الذي يتمركز أمامه الباعة المتجولون بصورة شبه دائمة، وترتفع وتيرته أكثر يوم الجمعة، وهو نفس السيناريو الذي يميز الفضاء المقابل لمسجد صلاح الدين بحي بوعقال الشعبي، ومسجد عقبة بن نافع في حي h غير بعيد عن السوق الضخم لبيع الملابس، والكلام ينطبق على مساجد حي دوار الديس، كشيدة، حملة، بوزوران وغيرها، في الوقت الذي تم تثبيت سوق يومي أمام مسجد نواورة بحي كشيدة، ومسجد بارك أفوراج الذي يقع غير بعيد عن اكبر سوق في هذا الحي، والكلام ينطبق على العديد من المساجد الواقعة في البلديات والدوائر المجاورة، على غرار تازولت، عين التوتة، المعذر وغيرها.ويرجع الكثير ممن سألناهم عن أسباب وعوامل انتشار هذه الظاهرة إلى عدة معطيات، وفي مقدمة ذلك إقبال المصلين على اقتناء الخضر والفواكه مباشرة بعد خروجهم من المسجد، وهو العامل الذي يرونه مشجعا على انتشار مثل هذا النوع التجارة الفوضوية أو المتنقلة، خصوصا أنهم يسعون إلى استقطاب أكبر عدد من الزبائن، والتموقع في الأماكن التي تلفت الانتباه، وهو ما جعل البعض يرى بأن ما يحدث بمثابة تحصيل حاصل، رغم الانعكاسات السلبية الناجمة عنها، بدليل ما يخلفه التجار من أوساخ وبقايا سلع مباشرة بعد مغادرتهم المكان، وهو ما يسيء إلى حرمة بيوت الله التي تدعو أساسا إلى التحلي بالنظافة وتفادي إيذاء الغير، خاصة أن بعض الممارسات تصل إلى حد تعكير صفو المصلين والتأثير على خشوعهم أثناء أداء الصلاة، وهو ما يجعل المساجد تفقد الكثير من خصوصياتها، بحكم أنها شيدت للعبادة، ولم تكن مجالا لاستقطاب الزبائن والتجار الفوضويين.وإذا كان الكثير من القائمين على المساجد قد كثفوا مساعيهم لوضع التجار المتجولين عند حدهم، من خلال دعوتهم إلى الابتعاد عن المساحات القريبة من بيوت الله، إلا أن هذه المساعي كللت بالفشل، في الوقت الذي لم يتوان العديد من الأئمة إلى التحذير من خطورة هذه الممارسات، على غرار الشيخ شهر الدين قالة، إمام مسجد صلاح الدين بحي بوعقال، الذي دعا المصلين في مناسبات سابقة إلى ضرورة عدم اقتناء السلع من التجار المتنقلين، واصفا ذلك بالظاهرة غير الأخلاقية، ووصل إلى حد حرمة مثل هذا النوع من التجارة المبنية في نظره على السعي إلى الربح المادي على حساب حرمة بيوت الله، وذلك بتخليهم عن الأسواق العامة مقابل اللجوء إلى أسواق فوضوية ينجر عنها إيذاء المصلين، وصنع الفوضى أمام أبواب المساجد، وزادها الأمر سوء الإقبال على اقتناء الخضر والفواكه تحت مبرر عقلانية الأسعار، ما سمح بتشجيع هذا النوع من التجارة رغم شكاوي لجان المساجد والإجراءات التي تقوم بها الجهات الأمنية دون جدوى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)