الجزائر - A la une

أمراض مزمنة تهدد مهنيي صقل الحجارة بآث منصور في البويرة


أمراض مزمنة تهدد مهنيي صقل الحجارة بآث منصور في البويرة
حليب الأكياس عوض الوسائل الوقائية لإزالة جزيئات الغبارتعرف بلدية آث منصور التابعة لدائرة مشدالة، الواقعة على بعد 50 كلم شرق عاصمة البويرة، بوجود أكوام من الحجارة موجهة للبناء ذات اللون الأزرق والأصفر على أطراف الطريق الوطني رقم 5، ومصدرها الجبال المحيطة بهذه المنطقة، إذ يتفنن الشبان من مختلف الأعمار في اقتلاع كميات من هذه الأحجار باستعمال وسائل بسيطة تتمثل في مطرقة ومنقار، معرضين حياتهم إلى خطر الأمراض المزمنة التي تصيب الجهازين التنفسي والهضمي وغيرهما.فالمتجول عبر هذه المناطق الجبلية يلاحظ العدد الكبير من الشبان وهم يتسابقون في جمع الحجارة قبل صقلها على عدة أشكال وعرضها للبيع لكل من يرغب في تجميل مسكنه، حيث تلاحظ حجم المعاناة اليومية وقساوة الطبيعة على وجوه هؤلاء المواطنين الذين لم يعثروا على لقمة العيش لإعالة عائلاتهم في ظل أزمة البطالة، التي مازالت تمس عدة عائلات بهذه المنطقة الفقيرة، حيث عبر البعض منهم عن استيائه للظروف الخطيرة التي يشتغلون فيها اعتمادا على وسائلهم الخاصة دون استفادتهم من التأمين والتعويض عن الأدوية، كونهم يشتغلون مهنة حرة منذ غابر الزمان، ما تسبب في إصابة العديد منهم بأمراض خطيرة، وعلى رأسها السيليكوز المترتب عن ترسب طبقات الغبار داخل رئة الإنسان مع مرور الأيام، خاصة أنهم لا يستعملون وسائل الوقاية من أقنعة، نظارات، وألبسة خاصة، حيث يتناولون حليب الأكياس مباشرة انطلاقا من فكرة أن هذه المادة تزيل الغبار من جسم الإنسان، وبالتالي فإن هؤلاء الشبان يستهلكون كميات من الحليب. لكن الحقيقة أن الغبار وجزيئاته يبقى مترسبا في جسم الإنسان، الأمر الذي يتطلب استعمال الوسائل الوقائية لتفادي استنشاقه أوتسربه إلى داخل الجسم. وتزداد معاناة المواطنين بمنطقة الهاشمية، وبالضبط بوادي البردي، خاصة أولئك الذين اعتادوا على صقل الحجارة وبيعها، مثلما هو الشأن بالنسبة لأحد الكهول الذي أصيب بمرض مزمن جراء امتهانه حرفة صقل الحجارة منذ عدة سنوات، وذلك لضمان قوته وقوت عياله، حيث في ظل الفقر وجد نفسه مجبرا على ممارسة هذه المهنة، غير آبه بالخطر الذي تشكله على صحته، وها هو يدفع الثمن رفقة الكثير من أترابه من مختلف الأعمار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)